يكتبها اليوم / عباس السيد
يواصل تحالف العدوان السعودي الأمريكي، فبركة الذرائع واختلاق الأكاذيب لتبرير حربه وحصاره اللذين يفرضهما على اليمن، وكلاهما – الحرب والحصار – يشكلان منظومتين من الجرائم والانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فهي انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف الأربع وملحقاتها .
بدأ العدوان بالتضليل والكذب، وها هو يستمر بنفس الأساليب، ولعل الفبركات الأخيرة لتحالف العدوان عبر ناطقه المالكي حول ” عسكرة ” ميناء الحديدة، والتي تحولت إلى فضيحة بعد أن تبين زيفها، لن تكون آخر كذبة، لأن الكذب والتضليل يعدان أحد أركان هذا العدوان .
على الرغم من اعتراف ناطق العدوان بأن الأدلة التي قدمها حول الميناء كانت مزيفة، إلا أن ذلك الاعتراف لم يمنع التحالف من استثمار الذريعة المفبركة سياسيا وفي كواليس الأمم المتحدة التي يبدو أن قرارها الأخير – بتعيين الجنرال الإيرلندي مايكل بيري رئيساً جديداً لبعثتها في الحديدة ” أونمها “، خلفا للجنرال الهندي ” أبهيجيت جوها ” – جاء بتأثير تلك الذريعة الكذبة .
وفي عرض البحر، يجري استثمار الذريعة لتبرير ما ترتكبه قوات تحالف العدوان في المياه الدولية والإقليمية، إذا تتحلل من كافة القوانين والأعراف الدولية وتعمل كعصابات قراصنة لابتزاز السفن المحملة بالوقود والغذاء ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، على الرغم من حصولها على تراخيص من فرق الأمم المتحدة .
الهدف الحقيقي لهذه الذرائع والفبركات، هو تشديد الحصار على اليمن واليمنيين، كجزء من منظومة الحرب الشاملة التي تشن على اليمن منذ سبع سنوات، عسكرياً، اقتصادياً وإعلامياً .
فبالتوازي مع التصعيد العسكري لتحالف العدوان وأدواته، يجري تشديد الحصار الذي انعكس تأثيره مؤخرا بانعدام المشتقات النفطية وتأثير ذلك على حياة ثلاثين مليون يمني في كافة المحافظات، المحررة والمحتلة .
وبينما يتمادى العدوان في همجيته، ويتمادى المجتمع الدولي في تواطؤه، ليس أمامنا كيمنيين إلا التمادي في التمسك بحقوقنا، التمادي في صمودنا ومواجهة العدوان، وبناء دولة يمنية مستقلة وليس إمارة سعودية تابعة، التمادي لطي صفحة ” اليمن السعودي ” واستعادة اليمن السعيد .
عملية بناء اليمن السعيد هي مهمة أبناء اليمن، وليست مهمة السعودية، كما جاء على لسان غرابها المالكي الذي استضافه ” أحفاد أبي رغال ” في عتق الأسبوع الماضي ، ومنها أعلن بدء عملية جديدة أسماها ” عملية اليمن السعيد ” .
العملية – أو ” البشارة ” السعودية – هي الكذبة الثانية خلال شهر، وتبدو الكذبة الأكبر في تأريخ السعودية والعدوان، فاليمنيون يعرفون أن المهمة الحقيقية للسعودية – منذ تأسيسها – هي منع السعادة عن اليمن ونشر البؤس بين اليمنيين، وبهذا أوصى الملك المؤسس.