استحوذت عمليةُ “إعصار اليمن” العسكريَّةُ النوعيةُ التي استهدفت العُمق الإماراتي على اهتمامٍ كبيرٍ إقليميًّا ودوليًّا؛ بسَببِ ما مثّلته من صفعةٍ مدويةٍ لتحالف العدوان والقوى الراعية له حول العالم، وقد تجسّد ذلك بوضوحٍ شديدٍ من خلال القلق “الإسرائيلي” الكبير الذي عبّر عنه الإعلام الصهيوني في تناولاته للعملية.
ونقل موقع “واي نت” العبري، أمس الثلاثاء، عن مسؤولين أمنيين في الكيان الصهيوني أن “هناك قلقاً كبيراً إزاءَ الهجوم على الذي استهدف الإمارات”، مُشيراً إلى أن “مصدر القلق يعودُ إلى إمْكَانية القيام بهجوم مماثلٍ على مواقعَ إسرائيلية بالطائرات المسيرة”، وهو أَيْـضاً ما أكّـدته وسائلُ إعلام عبرية أُخرى أشَارَت إلى أن المسافة بين اليمن والإمارات تقارب المسافة بين اليمن وإسرائيل، وأن “هذا الهجوم يدُلُّ على وجود قدرات متطورة”.
وليست هذه المرة الأولى التي يُبدِي فيها الكيانُ الصهيوني قلقَه إزاء تطور القدرات العسكرية اليمنية، واحتمالية اتِّخاذ قرار بشن هجمات على الأراضي المحتلّة، خُصُوصاً منذ الإعلان التاريخي لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والذي أكّـد فيه على أن اليمن لن يتردّدَ في توجيهِ أقسى الضربات ضد الكيان الصهيوني إذَا تورط في أية حماقة ضد البلد.
وقدّمت عملية “إعصار اليمن” دليلًا جديدًا للعدوِّ الصهيوني على قدرة القوات المسلحة على تنفيذ تحذيرات القيادة وتنفيذ علميات نوعية بعيدة المدى وعالية الدقة الأمر الذي رفع منسوب القلق.
وقالت صحيفة “ذا جيروزاليم بوست”: إن القوات المسلحة في صنعاء “تهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أنها تمتلك طائرات تستطيع الوصول إلى الأراضي المحتلّة.
ووصف موقع القناة الإسرائيلية الأولى الضرباتِ اليمنيةَ على الإمارات بأنها “تجاوُزٌ لخطٍّ أحمرَ جديد”، مُشيراً إلى أن “مدى” الصواريخ والطائرات المسيَّرة التي تمتلكُها صنعاءُ “يتزايد” وأنه “إذا لم تتوقف الحربُ فَـإنَّ تلك الطائرات والصواريخ يمكن أن تصلَ إلى إسرائيلَ في المرحلة المقبلة وتهدّد إيلات”.
فيما قال موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبري: إن “الهجوم على الإمارات سيكون له العديدُ من التداعيات على إسرائيل التي تشارك الإماراتِ العديدَ من المصالح الاقتصادية والاستراتيجية”.
هذا القلقُ الكبيرُ أعاد تسليطَ الضوء على العديد من الأمور، أبرزُها امتلاكُ صنعاء معادلاتٍ استراتيجيةً رادعةً قد “تغيّر خارطةَ المنطقة” بالفعل، في حال استمرَّ العدوان والحصار، وهو الأمر الذي يوضح أن كُـلَّ خطط ومراوغات تحالف العدوان وإداراته الدولية (على رأسها واشنطن وتل أبيب) متأخرةٌ بشكل كبير عن استعدادات وجُهوزية صنعاء القتالية والاستراتيجية، وبالتالي فَـإنَّ معادلاتِ صنعاء هي الأكثر ثباتاً على الميدان وعلى الطاولة.