من الصعب تجاهل الوقع الاستثنائي الذي تركه خطاب قائدالثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي نصره الله بمناسبة المولد النبوي الشريف 1441 هجرية خاصة بعد ان اتضحت معالمه في توالي مفاعيله في اسرائيل وشغل حيزا كبيرا من الاهتمام والتعاطي السياسي والاعلامي علي الساحة الاسرائيلية واثار جملا من ردود الفعل والقلق في الاوساط الاسرائيلية ولكن ما يميز خطاب قائد الثورة بمناسبة المولد النبوي الشريف هذا العام انه تضمن تحذيراوتهديدا مباشرين للكيان الصهيوني في سياق الرد علي تصريحات رئيس وزارء الكيان الصهيوني (نتنياهو)التي ادلي بها نهاية شهر اكتوبر المنصرم وعبر فيها عن مخاوف اسرائيل من قيام ايران بنصب قواعد صاروخية متطورة في اليمن تهدد امن الملاحة الدولية وضرب اسرائيل من اليمن..
حيث حذر قائد الثورة في خطابه الكيان الصهيوني قائلا (ان الشعب اليمني لن يتردد في اعلان الجهادضد اسرائيل اذا تورط العدو الاسرائيلي في اي حماقة ضد شعبنا) وفي السياق نفسه وجه تهديدا شديد اللهجة للكيان الصهيوني ( كما لن نتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة لأستهداف الأهداف الحساسة علي كيان العدو الاسرائيلي ).
واشار السيد القائد في خطابه ان تكرار تصريحات مجرمي الحرب الصهاينة وعلي رأسهم الصهيوني اليهودي (نتنياهو) التي تتحدث عن اليمن كتهديد لإسرائيل تأتي في اطار المساعي الاسرائيلية في ربط ذلك بالمواقف الايرانية كما هي العادة الاسرائيلية خاصة ان تصريحات الصهيوني (نتنياهو) المتعلقة بااليمن جاءت بعد العملية النوعية لسلاح الجو اليمني المسّير التي استهدفت منشآت بقيق وخريص النفطية في الدمام شرق المملكة التابعتين لشركة ارامكوا التي ظهرت مفاعيلها في تل ابيب ولم يقتصر حضورها علي بٔعددون آخر فالعملية حدث مفصلي بكّل المعايير ولدي الجهات الاقليمية والدولية كافة وتداعياتها تطاول المنطقة بأكملها وبالذات اسرائيل.
وبدون مبالغة يمكن القول أن الكيان الصهيوني من أكثر المعنيّين بها وبنتجائها ويأتي اهتمام اسرائيل بالعملية نابع من حقيقة أن مستقبل الكيان السعودي ومكانته في المنطقة لهما موقعهما الرئيسي في استراتيجية الأمن القومي الاسرائيلي خاصة أن المملكة تشكل نقطة ارتكاز رئيسية وخط دفاع امامي في جبهة مواجهة محور المقاومة ولكن بعد ضربة ارامكوا لم يعد امام النظام السعودي سوى خيارين احلاهما مر إما إيقاف العدوان من موقع الهزيمة وإما مواصلة العدوان وتعرض المملكة لمزيد من الضربات المماثلة وربما تكون ضربات اكثر قساوة وقوة وفي كلتا الحالتين سيؤدي ذلك الي اضعاف الكيان السعودي وتقويض دوره الوظيفي وفي المقابل سيكون توقّف العدوان بعد هذه العملية سببا في تكريس (أنصار الله ) كقوة اقليمية من الصعب علي أيّ قوى أخري هزمها وسيؤدي الي احداث تغيير جذري في عناصر المعادلة السائدة في البحر الاحمر.
والاهم من ذلك ان ايقاف العدون يعني صعود قوة جديدة نوعية تمتلك قدرات عالية في محور المقاومة وتخلصها من عبء الحرب يمكنها من استكمال تطوير قدراته العسكرية من موقع الانتصار المدوّي في دلالاته الاستراتيجية والتاريخية كما ان اصداء انتصار اليمن وشعبه سوف يصل الي فلسطين وستكون له مفاعيله المستقبلية في تحفيز حركات المقاومة الفلسطينية علي استمرار تطوير قدراتها العسكرية ودفعها الي تبني خيار المقاومة في ظل الحصار الاسرائيلي واستمرار العدوان الاسرائيلي والتواطئ العربي الامريكي علي تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن التي اجمعت جميع القوى السياسية وفصائل المقاومة الفلسطينية علي رفضها ومايعزز من خطورة مفاعيل عملية ارامكوا النوعيةفي وعي صناع القرار الاسرائيلي الاسرائيلي أن تاثيراتها لازالت حاضرة علي المستوي الاقليمي والدولي وبات قادة الكيان الصهيوني يدركون ان تطوير منظومة الاسلحة اليمنية سواء كانت هجومية او دفاعية وعلي مستوى عال من الكفاءة وذات قدرات تدميرية كبيرة وادخالها في الخدمة وامتلاك ارادة تفعيلها بحسب ماتقتضيه ظروف المعركة في الاتجاهين الهجومي والدفاعي وهي ارادة باتت واضحة لكل الجهات الاقليمية والدولية التي عليها ايضا ادراك الرسائل التي حملها القرار الذي أنتج العملية النوعية التي استهدفت منشآت ارامكوا النفطية في بقيق وخريص ونتائجها المدّوية في المنطقة وصورتها الحاضرة في مخيلة وذهنية صناع القرار في تل ابيب لأنها كشفت بالدليل الملموس المدى الذي يمكن ان يبلغه محور المقاومة في مواجهة اعدائه وحقيقة تكون اكثر حضورا لدي مؤسسات صناعة القرار السياسي والأمني في تل ابيب أن من يتخذ قرارا بهذا المستوى في مواجهة الكيان السعودي فمن المؤكد انه سيكون أكثر استعدادا لاتخاذ قرارا مماثلا في مواجهة الكيان الصهيوني اذا تورط في حماقة ضد الشعب اليمني.
وبات واضحا ان اسرائيل ستعيش واقعا جديدا بدأت القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو اليمني المسّير خلق ماهو جديد في مفاهيم الردع من خلال التأثير علي صانعي القرار في اسرائيل وعلي الجمهور الاسرائيلي وبالموازاة مع خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي نصره الله والذي يعرف الكل ابو جبريل اذا حذر وان قال كلمة با يمضيها….