السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في ذكرى استشهاد الشهيد القائد 26 رجب 1442هـ.
الاستهداف الأمريكي لبلدنا– كما هو لبقية بلدان هذه الأمة– استهداف خطير وشامل، إذا قرر شعبٌ ما أن يتجاهل هذا الاستهداف، وأن يتنصل عن مسؤوليته في التصدي لهذا الاستهداف، فمعناه: أنه اتخذ قراراً بالاستسلام، والاستسلام يعني الخسارة لكل شيء: الخسارة للحرية، وللاستقلال، وللكرامة، الاستسلام يعني العبودية للأمريكي والإسرائيلي، يعني: تحويل البشر ومقدراتهم وإمكاناتهم في خدمة مصالح الأمريكي والإسرائيلي، هذه كارثة، كارثة في الدين والدنيا، أمر شنيع جداً، رهيب جداً، أمر يشذ عن الفطرة الإنسانية، أمر لا تتقبله كل الشعوب الحرة في هذا العالم، حتى من غير المسلمين، هناك بلدان وهناك شعوب رفضت بشكلٍ قاطع السيطرة الأمريكية عليها، والاستعباد لها، هناك ما حصل في قصة فيتنام، ما حصل في قصة كوبا، ما حصل في قصة كوريا الشمالية، ما حصل في دول في أمريكا اللاتينية مثل: فنزويلا… وغيرها، بلدان كثيرة، شعوب حرة بفطرتها الإنسانية رفضت السيطرة الأمريكية، والاستعباد، والإذلال، والهيمنة، والمصادرة للشعب والثروات والمقدرات والجغرافيا، رفضت ذلك.
نحن كشعبٍ يمنيٍ بهويتنا الإيمانية وانتمائنا للإسلام، ونحن أيضاً جزءٌ من هذه الأمة المستهدفة، لكن لبلدنا حصته من هذا الاستهداف الذي هو استهداف شامل.
طبعاً سنتحدث في إطار العناوين عن هذا الاستهداف الشامل الكارثي المدمر، الذي له غاية خطيرة جداً، ولكننا سنسعى للاختصار؛ لأننا لو دخلنا في شرح التفاصيل، والدخول في كثيرٍ من الشواهد، لطال بنا الحديث، ولتأخرنا كثيراً، فسنحرص على الاختصار، وسندع للإخوة في الإعلام: الإعلام الرسمي عندنا في صنعاء، وقناة المسيرة أيضاً، والإعلام الوطني، والإعلام الذي يتخذ موقفاً حراً تجاه الاستهداف الأمريكي للأمة، سندع لهم الفرصة للعناية فيما يتعلق بالشواهد في كل عنوان من هذه العناوين:
في مقدِّمة هذا الاستهداف: هو الاستهداف العسكري؛ بهدف السيطرة عسكرياً، مثلما حصل مثلاً: أمريكا اجتاحت آنذاك العراق عسكرياً، قبله اجتاحت أفغانستان عسكرياً، فهي تجتاح بعض البلدان بشكل اجتياح عسكري، وبعض البلدان لا تحتاج في السيطرة العسكرية عليها إلى عملية اجتياح، بل تخضِع السلطة في ذلك البلد، أو المكونات الموجودة في ذلك البلد إلى القبول تلقائياً بالسيطرة العسكرية الأمريكية، وحينها تقوم أمريكا بإنشاء قواعد عسكرية لها، تختار لها أهم الأماكن الاستراتيجية في البلد، التي تضمن لها السيطرة العسكرية، وهذا ما حصل بالنسبة لليمن، السلطة خضعت وأذعنت ووافقت على أن تفتح البلد للسيطرة العسكرية بهذه الطريقة: من خلال التواجد العسكري الأمريكي تحت عنوان تدريب الجيش، فأتى الأمريكيون بأعداد كبيرة باسم مدربين، وباسم مستشارين، ثم بقواعد عسكرية، وصل الحال في سنوات معينة أن أصبح لهم قاعدة عسكرية في وسط صنعاء، بجوار السفارة الأمريكية، بجوارها قاعدة عسكرية لهم، وكانوا يتجهون إلى التوسع في ذلك، يعني: اتفقوا على قاعدة عسكرية أمريكية في العند، ويبدأ الأمريكيون وفق أسلوبهم المعروف بالتدريج، ثم يتزايد انتشار قواعدهم؛ حتى يضمنوا السيطرة الكاملة على المستوى العسكري على البلد بكله، فكان لديهم برنامج طويل عريض ليسيطروا من خلاله على اليمن بكله عسكرياً من خلال تلك القواعد العسكرية.